من وحي الورشةوالأيام الأولى التي فُطِمتُ فيها من شارِع اللَّهو، وقُذِفتُ فيها إلى ورشة الدَّأب، أوْعَزَ إليَّ شيخي الأوَّل أن أفتحَ مِصفاة هواء لسيارة، فخرج بعدها وخلَّفني معها فردا، ولا زلتُ أُحَكِّكُ عليها قدمي بالأرض مما امتَنَعَت به عن يدي في السماء، إذ أنها لا يُخلَصُ إليها إلا بعد فتحِ ما لم أكن أعلم، فلا أُنحِّي عنها طَرفا حتى يسقُط لي عليها آخر، فلم تكن تظهَرُ لي من الذي أمَّلتُ أن أفتحها فيه ناهيكَ عن أن أُخرِجها منه، حتى ملَّت فقرةُ ظهري فخاطبتني بومضة ألمٍ فقذفتُ ما كُنتُ أحمِل، وجررتُ كُرسيا إلى ناصية المحَّلِّ فحَشَرتُ أقدامي بين قواعده بعد أن جلستُ عليه أرقُبُ منه السابِلَ والعابِر، حتى وفق شيخي بعجلاته كبد الورشة سائلا: " هل فتحتها" ولأن عقلي قد سبقني وعلمت أهل الأرض التي صنعت السيارة فقُلتُ برفعِ الذِّراع مُحتجّا " هؤلاء الألمان الأغبياء لم يجدوا أين يقحمون تلك المصفاة إلا ذلك المكان المُمتَنِع" أجاب " الألمان هم الأغبياء! بل أنت الغبي"
|
Contents
3 | |
Section 2 | 40 |
Section 3 | 41 |
Section 4 | 43 |
Section 5 | 47 |
Section 6 | 54 |
Section 7 | 59 |
Section 8 | 61 |
Section 16 | 104 |
Section 17 | 125 |
Section 18 | 154 |
Section 19 | 155 |
Section 20 | 179 |
Section 21 | 189 |
Section 22 | 204 |
Section 23 | 206 |
Section 9 | 63 |
Section 10 | 65 |
Section 11 | 66 |
Section 12 | 67 |
Section 13 | 77 |
Section 14 | 89 |
Section 15 | 103 |
Section 24 | 217 |
Section 25 | 219 |
Section 26 | 220 |
Section 27 | 228 |
Section 28 | 242 |
Section 29 | 261 |
Section 30 | 267 |